منتدى عشاق الزهراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عشاق الزهراء

منتدى يهتم بالمول النسائي
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 كيف نفهم القرآن (للسيد محمد رضا الشيرازي الحسيني "قده") ..الجزء الأول..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ayat




عدد الرسائل : 38
تاريخ التسجيل : 18/06/2008

كيف نفهم القرآن (للسيد محمد رضا الشيرازي الحسيني "قده") ..الجزء الأول.. Empty
مُساهمةموضوع: كيف نفهم القرآن (للسيد محمد رضا الشيرازي الحسيني "قده") ..الجزء الأول..   كيف نفهم القرآن (للسيد محمد رضا الشيرازي الحسيني "قده") ..الجزء الأول.. Emptyالجمعة يونيو 20, 2008 1:03 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد


السلام عيكم ورحمة الله وبركاتة



كيف نفهم القرآن ..
للسيد محمد رضا الشيرازي الحسيني





مقدمة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ).




المطلوب: فهم القرآن بشكل جديد!


هل استنفد القرآن أغراضه؟


هكذا يتساءل الكثير من الشباب، ويضيفون:

(لقد قام القرآن بدور كبير قبل أربعة عشر قرناً من الزمن، فهل يستطيع أن يقوم بدور تغييري في هذا العصر أيضاً؟! أم أنه قد تغير، وانتهى مفعوله؟).


والحقيقة: أن القرآن لم يتغير، ولم يستنفد أغراضه، فالقرآن لا يزال الكتاب الإلهي الذي هبط لإنقاذ البشرية، وهو يستطيع أن يقوم بأكبر دور في البناء الحضاري في الوقت الراهن.
ولكن الذي تغير هو المسلمون.


إن طريقة تعامل الأمة مع القرآن، وكيفية تلقيها لمفاهيمه ورؤاه، تختلف اليوم بشكل جذري عما كانت عليه بالأمس.

لقد كان المسلمون الأولون يفهمون القرآن كتاباً للحياة، ومنهجاً للتطبيق والتنفيذ، أما المسلمون اليوم فهم يتعاملون مع القرآن بشكل معاكس تماماً.


وهل يتحمّل القرآن ذنوب أتباعه الجاهلين؟!


* * * * *


والآن، لنرى كيف يفهم المسلمون اليوم القرآن الكريم؟ وكيف يتعاملون معه؟!



والجواب:



لقد عانت امتنا - منذ أمد بعيد - من مشاكل كثيرة في تعاملها مع القرآن الكريم، ولا زالت رواسب تلك المشاكل موجودة حتى الآن، فلننظر ماذا كانت تلك المشاكل؟



1 - تحجيم التعامل.



ويعني ذلك: أن الأمة أخذت تحصر الاستفادة من القرآن في مجالات ضيقة ومحدودة، فالبعض اتخذ القرآن طريقاً للكسب، وباباً للارتزاق.

والبعض الآخر، اعتبره (صيدلية أدوية) فحسب، فإذا ضعف بصره، أو وجعت أسنانه، أو آلمته أمعاؤه، هرول إلى القرآن، ليتلو آيات معينة منه، حتى ترتفع بسببها هذا الأسقام، أما في غير هذه الحالة، فلا شأن له بالقرآن.


وهنالك مجموعات أخرى، لا تفتح القرآن إلا عند الاستخارة، أو حين السفر، أو عندما يموت أحد الأقرباء، وليس أكثر من ذلك!


وبالطبع، فإننا لا ننتقد الاستفادة من القرآن في هذه المجالات، وإنما ننتقد تحديد الاستفادة ضمن هذه الإطارات الضيقة، الصغيرة.

إن القرآن كتاب حياة، قال الله سبحانه:


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)
الأنفال: 24.

ولذلك‘ فإنه يجب الانتفاع منه في كل مجالات الحياة، وليس في مجال أو مجالين.

2 - التلاوة السطحية للقرآن.



إن أمتنا تقرأ القرآن، وتستمع إلى تلاوته، ولكن كحروف بلا معان، وكلمات بلا مفهوم، ومن هنا فإنها لا تعمل بالقرآن، كما هو المطلوب، لأنها لم تفهم القرآن، والفهم هو المقدمة الطبيعية للعمل بالشيء.

بينما كان المسلمون الأولون لا يقرأون آية، حتى يتفكروا في أبعادها المختلفة، وحتى يَعُوها بشكل متكامل.

إن على من يقرأ القرآن أن يستثير عقله به، ويفقه ما وراءه من أبعاد كامنة، وإلا، فسينطبق عليه حديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حين قال عن بعض الآيات:

(ويل لمن لاكها بين لحييه - وهما عظمتا الفم - ثم لم يتدبرها).

3 - الاهتمامات القشرية.


ولأن أمتنا أهملت فهم (لباب) القرآن، اندفعت في طريق البحث عن القشور، فأخذوا بها يصرفون جهودهم على قضايا هامشية، كان الأحرى بهم أن يصرفوها في مجالات أكثر تأثيراً، وفائدة.
فهذا أحدهم يقضي آماداً طويلة من عمره لكي يجيب على الأسئلة التالية:


كم هي عدد كلمات القرآن؟
وكم هي حروفه؟
كم تكرر حرف الألف فيه؟
وكم تكرر حرف الباء؟
وكم تكرر حرف التاء؟

وهكذا، إلى آخر حروف الهجاء.



والله يعلم كم صرفت من جهود في سبيل معرفة هذه القضايا الثانوية، خصوصاً وأنها لم تتم في العصر الحديث، حيث يسّرت العقول الإلكترونية الأمر، بل تمت في عصور ماضية.

ثم، نجد أن كثيراً من الدراسات التي كتبت حول القرآن، لا تتناول إلا القضايا القشرية الهامشية.
وفي هذا المجال قمت بإحصاء (123) كتاباً حول القرآن الكريم، فوجدت أن (37) منها تتحدث حول قضايا شكلية، مثل:

اختلاف القراءات، عدد آيات القرآن، الوقف والوصل، الجمع والتثنية، المقصور والممدود، طبقات القرّاء، نقط القرآن، الرومي والمعرَّب في القرآن، إلخ.


وهذا يعني أن أكثر من ربع الجهود والطاقات أهدرت في قضايا جانبية، لا تسمن كثيراً ولا تغني من جوع.

ومثال آخر للاهتمامات القشرية حين قراءة القرآن: الاهتمام بأشخاص القصص القرآنية، وبقضايا هامشية في حياتهم تُنسي الفرد القضايا الهامة والعِبَر التي هي الهدف من ذكر تلك القصص.

ولا نحتاج إلى سرد الأمثلة في هذا المجال، إذ إن نظرة عابرة إلى واقعنا تكفي للكشف عن ذلك.
وهكذا، تتصدر القضايا الثانوية رأس القائمة، بينما تُنبذ القضايا الرئيسية وراء الظهور!


4 - الفهم التجزيئي للقرآن.


ويعني ذلك: فهم القرآن بشكل تفكيكي، ينفصل بعضه عن البعض الآخر، وبعبارة أخرى فهم كل آية قرآنية وكأنها عالم مستقل قائم بذاته من دون ربطها بالآيات الأخرى.

وقد ترتب على ذلك نتائج خطيرة، سوف نشرحها في الفصل الثاني بإذن الله.


5 - الفهم المصلحي للقرآن.


ويعني ذلك:

أ - فهم آيات القرآن بشكل يكرّس مصالح الفرد في الحياة، ويبرّر أهواءه وشهواته.

ب - الاقتصار على جانب معين من (قيم القرآن) وإهمال سائر الجوانب، التي تتطلب من الإنسان العطاء، والتضحية.

مثلاً: فهم القرآن في جانبه الذي يتحدث عن العبادة، هي عادة درج عليها، ولا تكلفه شيئاً، ولكنه لا يفهم القرآن في جوانبه السلوكية، والعملية، والجهادية، لأن ذلك يكلفه مصالحة وأنانياته.


6 - الفهم الميت للقرآن.




ويتم ذلك بفصل القرآن - بشكل كامل - عن الواقع المعاش، وربطه بقضايا ميتافيزيقية، أو قصص تاريخية لا تؤثر في الواقع القائم شيئاً.



7 - الفهم بديلاً عن العمل.




إن القرآن الكريم (صراط) و (طريق)، وذلك يعني أن على الفرد أن يعبر من خلال القرآن إلى العمل بالقرآن، من هنا كانت الطلائع المسلمة في عصور الرسالة الأولى تفهم القرآن طريقاً للعمل، ومنهاجاً للمسير. ولكن أجيالنا الحاضرة تفهم القرآن هدفاً بذاته، وليس وسيلة للعمل به.

وهكذا، لم يبق من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، كما تنبأ بذلك الإمام علي (عليه السلام) من ذي قبل.

هذه هي أهم المشاكل التي عانت منها الأمة في تفاعلها مع القرآن، وهذه المشاكل هي التي سبّبت سقوط أمتنا في الحضيض.

وعلينا الآن أن ننفض عن أنفسنا غبار الماضي، ونبدأ في تعامل جديد مع القرآن، كما أراده الله سبحانه منا، حتى يغيّر الله ما بنا، ويأخذ بأيدينا إلى القمة.

ونأمل أن يكون هذا الكتاب خطوة إلى فهم القرآن بشكل آخر، والتعامل معه بشكل جديد.


والله الموفق المستعان.


محمد رضا الحسيني
قم المشرفة
2 شوال - 1399 هـ
من الكتب التي تبحث حول هذه المواضيع: (عدد آي القرآن)، (اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق)، (المقطوع والموصول)، (الجمع والتثنية في القرآن)، (إعراب القرآن)، (الكشف عن وجوه القراءات السبع)، (المحكم في النقط)، (المقنع في رسم مصاحف الأمصار)، (إملاء ما مَنّ به الرحمن في وجوه الإعراب والقراءات)، (جمال القراءة وكمال الإقراء)، (التستر في القراءات العشر)، (القول المهذب في بيان ما في القرآن من الرومي والمعرب)، (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر)، (نثر المرجان في رسم القرآن) و (رسم الشواذ)، إلخ. راجع (التمهيد في علوم القرآن) ج1، المقدمة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف نفهم القرآن (للسيد محمد رضا الشيرازي الحسيني "قده") ..الجزء الأول..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق الزهراء :: المنتديات العامة :: منتدى الثقافة الاسلامية-
انتقل الى: